21 مايو 2025
17 فبراير 2025
يمن فريدم-توفيق الشنواح


عاودت الحكومة اليمنية الشرعية الحديث مجدداً عن مطالب مساعدتها في إنهاء المشروع الحوثي في البلاد، ملمحةً إلى الخيار العسكري بدعم دولي تزامناً مع تهاوي الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية.

وحملت مشاركة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في مؤتمر ميونيخ للأمن عديداً من اللقاءات التي تركزت في هذا الإطار التي حملت مؤشرات عدة لدعم عسكري محتمل للقوات الحكومية ضد الحوثيين، مع تأكيده المستمر على "دعم الحكومة الشرعية من على الأرض لبسط سيطرتها وإنهاء المشروع الحوثي".

وفي لقائه مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى تيم ليندر كينغ (المبعوث الأمريكي السابق لليمن) بحث العليمي "أخطار استمرار تهديد الميليشيات المدعومة من إيران على الأمن الإقليمي والدولي"، مشيداً بقرار واشنطن إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وتأكيده أهمية التحاق المجتمع الدولي بمثل هذه الإجراءات العقابية كخيار سلمي لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الميليشيات وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

"القوة" لتحرير اليمن من إيران

وفي لقاء آخر أكد عضو مجلس الشيوخ الأميركي جو ويلسون أنه "ناقش مع العليمي ضرورة تحرير اليمن من إيران وجعل اليمن عظيماً مرة أخرى".

وأضاف في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع "إكس"، "يجب علينا أن نعمل مع شركائنا لتوحيد الجيش اليمني لهزيمة الحوثيين".

وسبق أن دعا ويلسون خلال الشهر الماضي سلطنة عمان إلى قطع علاقاتها مع الحوثيين وإغلاق مكتبهم في العاصمة مسقط. وفي أكثر من مناسبة يشدد النائب الأمريكي على ضرورة القضاء الحوثيين وتحرير اليمن من الهيمنة الإيرانية، ويؤكد أن إدارة الرئيس ترمب ستعمل مع الحكومة اليمنية للمساهمة في تحقيق هذا الهدف.

السلام بأدوات القوة

وضمن فعاليات الحدث الدولي لمح وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها شائع الزنداني إلى العودة للخيار العسكري لإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي، مؤكداً أن جهود إحلال السلام اصطدمت بتعنت ميليشيات الحوثي ورفضها الانتظام في جهود التسوية وإحلال السلام.

وخلال مشاركته في منتدى اليمن المقام في الأردن قال الزنداني إنه "على رغم تمسك الحكومة بالسعي نحو السلام باعتباره خياراً أساساً فإن ذلك لا يعني التخلي عن أدوات القوة لإنهاء التمرد والانقلاب".

وفي ظل الدعوات الأممية والدولية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة التي مضى عليها 10 سنوات أكد "احترام الحكومة لجميع الدعوات الهادفة إلى تحقيق حل سياسي فقد أصبح من الضروري اليوم اتباع جميع الخيارات الممكنة التي تضمن استعادة سلطة الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين".

ويلحظ المراقبون الاهتمام الأمريكي المتزايد بملف إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن عبر أداته الحوثية عقب تصعيد الأخير في المياه الدولية، وفي المقابل تكرر الحكومة اليمنية طلبها بتغيير الاستراتيجية الأمريكية السابقة من الأزمة عقب اتهامها للبيت الأبيض بعدم الجدية في اتخاذ مواقف إزاء الممارسات الحوثية في حق اليمن ودول الجوار من دعمها المباشر عسكرياً لاستعادة السيطرة على كل المناطق.

هذه المعطيات ترفع سقف التوقعات بتعاون أمريكي يمني لإنهاء سيطرة المتمردين تزامناً مع تصاعد المزاج الشعبي والرسمي لإنهاء سيطرة الميليشيات على العاصمة وباقي المحافظات الخاضعة لها، خصوصاً مع المستجدات في كل من لبنان وسوريا اللتين شهدتا سقوط الفصائل التاريخية التابعة لإيران، وهي رسالة قوية بمصير حوثي مماثل، ووفقاً لذلك سبق وتوعد مجلس القيادة الرئاسي اليمني الحوثيين "بسيناريو متوقع لما جرى في سوريا".

ومع ما يتردد عن موقف ترمب المتشدد تجاه إيران وأذرعها يذهب حديث المراقبين للشأن اليمني عن احتماليات عدة منها مضاعفة الضربات العسكرية التي بدأها بايدن ضد المسلحين الحوثيين كضرورة استراتيجية دولية بالتنسيق مع شركاء الإدارة الأمريكية في المنطقة والحكومة الشرعية، والأخيرة سبق وطالبت صراحة بدعمها سياسياً وعسكرياً للقضاء المتمردين المنقلبين عليها عام 2014، من المحتمل أن تتجاوز مجرد الضربات الجوية الخاطفة إلى عمليات منسقة تقضي على سيطرة الحوثيين على الأرض.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024 طالبت الشرعية عبر سفيرها لدى الولايات المتحدة محمد الحضرمي بثلاثة تدابير مقترحة للاستراتيجية الأمريكية المطلوبة في اليمن، تتمثل في "تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار 'حزب الله' والحرس الثوري الإيراني، وهو ما تحقق تالياً، وثانياً دعم القوات الحكومية وحلفائها لاستعادة ميناء الحديدة"، فيما طرحت في مطلبها الثالث "الاستهداف المباشر لقيادات الجماعة بهدف تفكيك هيكلها القيادي".

إلى ذلك أكد العليمي في لقاء المائدة المستديرة التي نظمها مركز حلف شمال الأطلسي (الناتو) في شأن أمن الممرات المائية أن إنهاء التهديد الحوثي لن يتم إلا متى ما تعرض لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته، وهي "المال والأرض والسلاح".

واعتبر وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية أن العمل الدولي الناجع لإنهاء التهديدات الإرهابية في اليمن يتطلب إعادة تعريف الحوثي كتهديد دائم، وليس موقتاً، باعتباره "الميليشيات حتى وإن أوقفت هجماتها بصورة موقتة، فإنها ستظل مستعدة على الدوام لاستئناف عملياتها المزعزعة للأمن الإقليمي والدولي".

الحوافز بدلاً من الضغوط

وحض رئيس مجلس القيادة الرئاسي في هذا السياق المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط القصوى على الميليشيات بدلاً من تقديم الحوافز، مؤكداً أن "هذه اللغة الوحيدة التي يفهمها الحوثي"، معرباً عن أسفه لاستجابة بعض الدول الفاعلة للابتزاز الحوثي من خلال مواصلة تقديم الحوافز بدلاً من ممارسة الضغوط.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي إن قصور الاستجابة الدولية للتهديدات المتنامية في اليمن لم تكن بسبب شح الموارد أو انعدام الوسائل، بل بسبب التباس المقاربة الاستراتيجية الجماعية.

وفي الـ22 من يناير/ كانون الثاني الماضي أعادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصنيف ميليشيات الحوثي منظمة إرهابية أجنبية. في المقابل تسعى الجماعة الحوثية إلى إظهار عدم اكتراثها بالعقوبات الأمريكية، وقال زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي إنه "لا ترمب ولا بايدن ولا غيرهما سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا".

وتوعد الحوثي قائلاً "سنواصل التصعيد بكل ما نمتلك، ونسعى إلى ما هو أعظم ولما هو أكبر ولما هو أقوى"، ولكنه حاول طمأنة جماعته من تبعات عودة الرئيس الأمريكي للبيت الأبيض قائلاً "لدينا تجربة مع ترمب"، في إشارة إلى عدم اتخاذه خلال ولايته الأولى أي موقف ضد الحوثيين.

(اندبندنت عربية)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI