10 مايو 2025
20 أغسطس 2022
يمن فريدم-خاص- عواد الراجحي

 

يعاني النظام الصحي في اليمن تدهورا كبيرا جراء الحرب التي اندلعت منذ سبع سنوات، هذا القطاع هو الأهم في بلد منكوب ، ويعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، ما يضاعف الوضع تدهورا هو غياب الرقابة على القطاع الصحي بشكل يضم سلامة الناس الذين يتلقون العلاج.

 

يزداد الوضع خطورة فيما يتعلق بآليات صرف الأدوية التي تسبب مخاطر كبيرة تصل إلى الإدمان أو الموت للذين يعانون من أمراض مختلفة ويحتاجون لأدوية محددة، بعض الأصناف التي تصرف تسبب ادمان لاشخاص ادمنوا على شراءها من الصيدليات ومن خلال الوصفات الطبية من عيادات ومستشفيات خاصة او مستشفيات حكومية.

 

في هذا التقرير سنتحدث عن بعض أصناف الأدوية التي لها مخاطر وينبغي وضع آلية محددة وتحت رقابة كبيرة حتى تصرف بوصفات طبية وللضرورة التي تستدعي ذلك، نظرا لتداعياتها وآثارها الجانبية، وهذا أمر يتطلب بذل الجهود من الجهات الطبية الرسمية والوسط الطبي للالتزام بمبادئ وأخلاق المهنة كمسؤولية اجتماعية ووطنية تهدف لحماية المواطن من هذه المخاطر.

 

أعراض جانبية

 

في إطار التحذير من بعض الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي قد تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها توجد الكثير من الأدوية خاصة المسكنات ذات تأثير ادماني addictive action سريع وأشهر هذه المسكنات:

 

(Tramadol)  حيث يعتبر addictive medicine  

 

هذا الصنف يأتي على شكل كبسولات أو حقن تحقن عضل أو وريد للمريض، وفي اليمن هناك استخدام عشوائي في لهذا المسكن خصوصاً في المستشفيات لمعالجة الحالات التي تستدعي إعطاء مسكنات قوية مثل الحوادث، وبعد العمليات الجراحية ومرضى السرطان، والمشكله تكمن في خطورة تعرض المريض للإدمان بسرعه لو استخدم هذا المسكن لمدة  خمس أيام فقط لأنه من عائلة (opoid analgesics  لأن له تأثير مشابه للمورفين (morphine-like effects

 

عشوائية في الصرف

 

كما أن الصيدليات تصرف هذا الدواء بشكل عشوائي رغم معرفة القائمين عليها  ما يحدث بسببها، لأن الامتناع عن صرف دواء ذو تأثير ادماني وتثقيف المريض عن خطورة الاستمرار في استخدامه ونتائجه المدمرة للصحة البدنية والنفسية للمريض هو في الأساس دور صيدلي المجتمع وجزء من مهامه التي يجب أن يتمسك بها، فنحن كممارسين صحيين واجبنا أن نعكس الدور الايجابي تجاه المريض بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .

 

معايير وتوصيات

 

وبحسب التوصيات والمعايير فلابد من اتباع آلية محددة في التعامل مع مثل تلك الأدوية وأبرزها: 

 

أولا: عدم صرف مثل هذه الأدوية بدون وصفة.

 

ثانيا: عدم صرف أكثر من الكمية المحددة بالوصفة.

 

ثالثا: التثقيف عن الأعراض الجانبية والتأثيرات الادمانية لأي شخص يتم صرف هذه الأدوية له.

 

رابعا: الإبلاغ عن الحالات المشتبهة بادمانها لوزارة الصحة أو أي جهة مخولة بالرقابة على هذه الأدوية. 

 

لا يقتصر الدور على الصيدلي فقط بل على المجتمع الذي يمكنه أن يمارس دور رقابي كبير في الحد من زيادة معدلات الوقوع بفخ الأدوية ذات التاثير الادماني Addictive medicine من خلال التبليغ عن الحالات المشتبهة ونشر ثقافة الوعي بخطورة مثل هذه الأدوية، والتعاون الجاد مع الجهات الرقابية المسؤولة عن حل مشاكل متعاطي الادوية ذات التاثير الادماني. 

 

وبفعل تفشي تعاطي هذه الأدوية يتعرض العاملون في القطاع الصحي لمخاطرة كثيرة من قبل المدمنين، تصل إلى التهديد بالقتل إذا لم يستجيبوا لمطالبهم من أجل الحصول على وصفات طبية من قبل الأطباء أو أدوية من الصيدليات التي تشترط لصرف هذه الأدوية وصفة طبية من الطبيب المختص.

 

وهذه حوادث تتكرر وتجعل مدمني تلك الأدوية معرضون لمخاطر وتداعيات كبيرة من الناحية الصحية الجسدية والعقلية وتجعل منهم أشخاص خطيرين على المجتمع بسبب ما وصلوا إليه من تدهور قد يصنع منهم مجرمون يمارسون أعمال تهدد المجتمع عامة والعاملون في القطاع الصحي خاصة.

 

وبالحديث عن مقارنة النظام الصحي في اليمن وخاصة بما يتعلق بصرف هذه الأدوية عن باقي دول العالم نجد أن معظم الدول بما فيها دول الخليج  تعتبر هذا العلاج من الأدوية الخاضعة للرقابة الشديدة (Controlled medications)التي تصرف  بوصفة طبية مقيدة (Controlled prescription ) يكتبها أخصائي او استشاري لمدة معينة، وحالات محددة مسبقاً من قبل وزارة الصحة.

 

ولكم أن تتخيلوا انها تصرف بالكبسولة، مثلاً الطبيب يصرف العلاج لمدة أسبوع مرتين باليوم تصرف ١٤ كبسولة فقط من قبل صيدلي مسؤول عن هذه الأدوية يستلمها من الجهات الموردة ، ويوافق عليها تحت إشراف وزارة الصحة ويصرفها بعد ارسال بيانات الوصفة وهوية المريض إلى موقع هيئة التخصصات الصحية ويطابقها مع الوصفة ويأخذ توقيع المريض عليها.

 

 يوجد أمثلة كثييرة لمثل هذه الأدوية وهي: 

 

Tramadol, Gababentin, and pregabaline

 

إن الإدمان على هذه الأدوية يعد كارثة على المجتمع بكل المقاييس لأنها تودي إلى ثأثيرات سلبية على صحة المدمن ، ومن الصعب علاجها والكارثة الأكبر أن اليمن يفتقر لمراكز تأهيل ما بعد الإدمان، اضافة لعدم توفر آلية مدروسة مسبقاً عن إدارة حالات إدمان الأدوية ذات التاثير الادماني أو الحد من حصول المدمن عليها من خلال برامج تثقيف وتوعية أو التحكم الجيد في طريقة وحالات وحدود وصف هذه الادوية،  ناهيك عن المشاكل المجتمعية والمشاكل الأسرية وزيادة معدلات الجريمة من قبل مدمني هذه الأصناف.

 

إن تسليط الضوء على هذه المخاطر هو تحذير بالدرجة الأولى لما يمكن أن يحدث بسبب هذه الادوية اذا استخدمت بطريقة عشوائية أو بمدة تتجاوز المدة المحددة لاستخدامها، خاصة اذا كان شعور المريض بأن استخدامها أصبح أمرا ضروريا في حياته حتى بعد تحسن حالته  التي بسببها صرف له الدواء،  ولا يعني انه ممنوع من استخدامها مطلقاَ لأنها بالاخير أدوية تعالج حالات وتخفف معاناة أمراض كثر، ولا يعني أن الطبيب اذا كتبها لمريض يريد إدخاله حالة الإدمان، فبعض الأدوية ليست مضرة عند استخدامها بالجرع المحددة، وإنما بسبب زيادة الجرعة أو المدة المحددة من قبل الطبيب.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI