فكيف سيرحل؟
يعود ويرحل ثم يعود ثم يرحل وهكذا مرة بعد مرة حتى أنجز هدنة ومددها مرة ثانية ولكن بضغوط علينا وعلى السعودية وبهدايا وحوافز ومداراة ومراضاة للحركة الحوثية.
واليوم يعود ليندركنج ولكن قد استهلك كل أوراق الضغط علينا وعلى السعودية وقد رفع الحوثي سقفه وأرغى وأزبد وتوعد وهدد بأنه سيقطع الملاحة الدولية وسيقصف المنشآت النفطية في الإمارات والسعودية ويدمر الشركات الأجنبية.
نعم هذا ما قاله الحوثي من سقفه العالي.
أما ليندركنج فيقول إن الأمل كبير بأن يتخلى الحوثي عن طلباته وشروطه الغير معقولة واللا مقبولة لأن الحوثي بإمكانه التحلي بالمرونة وإبداء حسن النية.
ويقول ليندركنج أنه قد وصلته أخبارا من إيران بأن الملالي والحرس الثوري يريدون حلا سياسيا في اليمن.
ويقول ليندركنج أنه يتوقع من إيران أيضا حسن النية وإقناع الحوثي بأن يكون حسن النية مثلها ويمدد الهدنة.
كيف يمكن لديبلوماسي في قمة الهرم للدولة العظمى في العالم أن يقول مثل هذا الكلام ويستعمل مثل هذا المنطق؟
الحوثي، يعرف ما يريد ومصمم عليه.
وإيران، تعرف ما تريد ومصممة عليه.
والحوثي وإيران في حالة التصاق سيامي عضوي لا انفصام فيه.
وليندركنج الذي جاء تحت دعوى أنه حسن النية ويطلب من إيران تغيير هدفها الذي هو نفس هدف الحوثي من باب حسن النية، ويطلب من إيران أيضا أن تقنع الحوثي أن يغير هدفه الذي هو نفس هدف إيران من باب حسن النية.
هذا تعب.
أولا: همسة في أذن ليندركنج
الأشياء والأوضاع والهدن لا تتغير بحسن النية.
وهكذا يمكنك تمديد الهدنة:
1- أوراق الضغط علينا
2- حوافز وهدايا للحوثي
3- تغيير وقائع الأرض بالقوة أو البيع والشراء أو الشطارة
ضغوطك علينا
أنت قد غيرت أشياء من قبل بضغوط على كل من الشرعية اليمنية والمملكة السعودية.
ولكن هذه المرة، فإن الضيق والسأم من تكرار ضغوطك قد زاد والحالة المزاجية عند السعودية لم تعد تسمح بمزيد من الضغوط الأمريكية وما حدث من خفض إنتاج النفط قبل يومين بالرغم من استياء أمريكا والحزب الديموقراطي بالذات إلا من علامات التبرم من ضغوط أمريكا التي تتزايد وسوء اختيار الألفاظ التي حتى أنتم توافقون على أنها غير لائقة للاستعمال علنا بين الدول وخاصة إذا كانت تعتبر نفسها حليفة وصديقة.
هداياك للحوثي
أنت أعطيت ما قد اعطيت للحوثي من رفع من قائمة الإرهاب إلى ضمان تدفق المساعدات المادية من أمريكا ومن غيرها من الدول.
ولا أعتقد أنك أتيت هذه المرة ومعك للحوثي مزيد من الهدايا الأمريكية.
وأنت أعطيت الكثير بالضغط على السعودية للسماح بتدفق النفط الإيراني المجاني بمئات الملايين من الدولارات عبر ميناء الحديدة.
ولا أعتقد بأنك أتيت هذه المرة للضغط على السعودية لتقديم المزيد من الهدايا للحوثي.
ولقد ضغطت على الحكومة اليمنية في الهدن السابقة لغض النظر عن عدم فتح الطرق الرئيسية لتعز.
ولكن هذه الحكومة على ضعفها لا تستطيع أن تستمر بإغماض عينها هذه المرة.
وحتى أنت لن يهون على قلبك الرحيم الحسن النية استمرار غلق طرق تعز وحصارها.
تغيير الوقائع على الأرض
الشرعية والسعودية أصلا موافقتان على تمديد الهدنة ولا تحتاجان لهدايا منك ولكن في نفس الوقت قد سئمتا وضاقتا من ضغوطك وأصبحنا كلنا نتقزز منها.
وتغيير الوقائع والحقائق والواقع على الأرض يحتاج لأن تتدخل بنفسك أو بقوات أمريكا وهذا مستحيل.
والحوثي لم يعد بوسعه تغيير أي وقائع على الأرض لأنه قد صعد إلى فوق وإلى أعلى ما بِخَيلِه وأحصنته ومن الآن فصاعدا فإن كل ما عليه هو الاستعداد للنزول والهبوط التدريجي الذي لن يشعر به بسبب بطئه إلا وقد أصبح في القاع.
ثانيا: خيارات الحوثي
سنتكلم عن خيارات الحوثي في حالة فشل ليندركنج بتقديم رضوة ومراضاة وهدايا مناسبة التي كلها تعتبر بمثابة الجزية للحوثي الذي يعتقد أنه قد انتصر.
1- ضرب تعز ومارب
يتفضل.
قد قصفنا وخرب ديارنا ولكنه لم ينتصر.
الحوثي يستطيع اختراق الجبهات المخلخلة فقط التي انتهت في ظروف مريبة وغريبة.
الحوثي لم ينتصر أبدا في أي جبهة متماسكة قرر أصحابها وأهلها الصمود ودحر العدو.
2- ضرب الملاحة الدولية والمنشآت والشركات الأجنبية
يتفضل.
ستكون خزقة وحفرة، خزقها وحفرها الحوثي لنفسه بنفسه.
3- تقصفنا إيران بالصواريخ
إيران لن تقصف السعودية أو الإمارات هذه المرة كما حدث من قبل.
لا يوجد دافع ولا معادلات قوة طيران سعودية أو إماراتية يجب تغييرها.
وإيران نفسها في حالة غليان بسبب قتل الباسيج الإيراني للشابة البريئة مهسا أميني لأنها أظهرت خصلة من شعرها تحت الحجاب.
رابعا: ليندركنج سيرحل أو الحوثي سَيعقُل
إذا تماسكت المملكة السعودية والرئاسة اليمنية أمام حركات المبعوث الأمريكي تيم ليندركنج فإنه سيرحل.
وبعدها سنتفرج على الحوثي إما وهو يصطرع ويتمجنن أو يترنح في بقعته من الحيرة ثم يعقل.
"من صفحة الكاتب في فيس بوك"