في هذا العام يتضاعف الشوق إلى ثورة 11 فبراير اليمنية، التي باتت تنادي بمطالب وأهداف تتماشى مع واقع اليمن وتطلعات شعبه.
إنها دعوة لاستعادة الدولة، وبالتالي استعادة كرامة اليمنيين وإعادة رسم مستقبل وطن يرتكز على العدالة والمساواة والحرية.
إن الحاجة ملحّة لإعادة تجديد الثورة، وعلى ثوار فبراير 2011 أن يقفوا في مواجهة انقلاب الحوثي الذي امتطى اسم الثورة في نكبة 21 سبتمبر 2014.
لقد انقلب بعض من كانوا يُستعان بهم باسم الثورة، حتى صاروا يرون نكبتهم أفضل من مبادئها الأصلية.
وبعد ثلاثة عشر عامًا من انطلاق ثورة 11 فبراير، تضاءل تأثير الأوصياء والمعقلنين الذين استغلوا روحها لتحقيق أهداف فرعية، ولم يتمكنوا من الحفاظ على الدولة أو المحافظة على النموذج الثوري الذي ينادي بوحدة اليمن ورفض حكم الفرد والسلالة أو العائلة.
لقد جاء دور الجيل الجديد؛ فمن كان صغيرًا وقت انطلاق الثورة أصبح اليوم يافعًا ناضجًا قادرًا على اتخاذ القرار وتحقيق المأمول بعزيمة لا تلين.
حان الوقت لطيّ صفحة التشتت بين صفوف شباب الثورة وكل اليمنيين، وليلتحق الذي فقد حماسه مع مرور الزمن بمن لا يزال في الصفوف الأمامية.
بات من الضروري إعادة تقييم المسار السياسي وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات. وحتى من كان في موقع الثورة المضادة، فإن كثيرًا منهم لم يعد عائقًا، بل يمكن توظيفه لصالح بناء الدولة والحفاظ على الجمهورية والثورة اليمنية التي يهددها الحوثي بانقلابه. عليهم أن يدركوا جميعًا أن الوقت قد حان لصياغة مستقبل جديد يرتكز على الوحدة والتكاتف.
وعلى مستوى العالم العربي والإقليمي، شهدنا تحولات جذرية أظهرت قدرة الشعوب على تقرير مصيرها.
ففي الشام، أثمرت بوادر التغيير؛ إذ تعافت عاصمتان مثل دمشق وبيروت، ورأينا قطرين عربيين يسلكان طريق التعافي، هما سوريا والسودان. وبتعافيهما، تعلمنا من هذه التجارب أن الأمل ليس مجرد شعور عابر، بل واقع يُصنع عندما تتوحد القلوب والعقول في نضال مشترك.
ثورة 11 فبراير ليست احتجاجًا عابرًا، بل رؤية شاملة تهدف إلى هدم التخلف والجهل والإطاحة بالنظام المستبد، لبناء دولة مدنية حديثة ترتكز على أسس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
إنها نداء لتأسيس وطن يمني يعكس تطلعات شعبه، يضمن حرية التعبير وحقوق الإنسان، ويرفع لواء الوحدة الوطنية بعيدًا عن الإقصاء والتهميش واحتكار السلطة والثروة.
لقد حانت ساعة القرار، ويجب على اليمنيين المبعثرين أن يتوحدوا ويتخذوا خطوات حاسمة لبناء وطن يليق بطموحاتهم.
إنها ساعة الصفر لإعادة بناء الدولة على أسس الشفافية والديمقراطية والعدالة، حيث تُمحى الفوارق وتزدهر روح المواطنة والتلاحم الوطني.
بعد تبدّل التحالفات مع الشرعية، بات من الضروري أن يعمل الجميع معًا، بكل شجاعة وإصرار، على إنهاء الانقلاب الحوثي وبناء وطن يحمي كرامة كل فرد فيه، ويكون منارة للحرية والعدالة في المنطقة.
اجعلوا من الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير، ومن هذا اليوم تحديدًا، ساعة الصفر للانطلاق نحو تحرير اليمن من الحوثي المتقلّب.
افتحوا قلوبكم وعقولكم للمشاركة بكل طاقاتكم دون إقصاء أو تهميش أو احتكار للسلطة والثروة.
حاربوا الظلم، وطالبوا بمحاسبة كل من ارتكب الفساد، واجعلوا العدالة دستورًا يسير على الأرض، وأقيموا العدل بين الناس.
واسعوا للمصالحة الوطنية وجبر الضرر بعد إنهاء الانقلاب، فثورة 11 فبراير باقية ومستمرة حتى تحقيق مطالبها وأهدافها.