19 يوليو 2025
24 مايو 2025
يمن فريدم-خاص-ملاك الشرجبي


قبل أعوام قليلة، لم يكن للتجارة الإلكترونية مكان في اليمن، إلا بشكل لا يذكر، لكنها اليوم باتت تشكل مصدر دخل لأسر كثيرة رغم الصعوبات والعوائق التي تقف في طريق الشابات اللواتي بدأن العمل في التجارة الإلكترونية.

فتيات كثيرات خضن مجال التجارة عبر الإنترنت خلال السنوات الماضية، العديد من المشاريع بدأت من تطبيق المراسلة "وتساب" حيث أنشأن مجتمعات في حدود معرفتهن وعرضن منتجات مختلفة يبيعها متاجر إلكترونية عالمية، ويقمن بطلب المنتجات لمن ترغب في الشراء.

يشار إلى أن التجارة الإلكترونية حول العالم حققت خلال العام الماضي مبيعات بلغت 5.7 تريليون دولار، بنسبة زيادة 8% عن العام 2023 بحسب سيمبل غلوبل.

وسيط

ليست اليمن ضمن الدول التي يوصل لها المتاجر الإلكترونية العالمية، كموقع "شي إن"، أو "علي بابا" وغير ذلك، إذا لا توفر هذه المنصات خدماتها في التوصيل إلى اليمن نتيجة للظروف التي تمر بها البلاد والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على اليمن، ونتيجة لذلك يتم تحديد نقطة الاستلام لعنوان مقيم في السعودية.

"رغد الصوفي" من سكان مدينة تعز (جنوب غربي البلاد) تعمل في مجال التجارة الإلكترونية منذ عام ونصف، حيث تقوم بتصفح موقع "شي إن" الصيني واختيار أفضل المنتجات لعرضها في مجتمعها على تطبيق واتساب، وتوفر مستلزمات الزبائن من المتجر.

تقول "الصوفي" في حديثها لموقع "يمن فريدم"، "عندما بدأت في هذا المجال كنت متخوفة من الفشل والخسارة، لكن تشجيع أهلي ودعمهم لي جعلني أستمر في عملي لمدة سنة ونصف".

تقوم "رغد" بعرض المنتجات للزبائن وتتلقى تأكيداتهم بشأن المنتجات التي سيشترونها وتحويل المبلغ المعروض في الموقع إلى حسابها البنكي، لا يتم الطلب بصورة منتجات فردية وإنما تعلن عن فتح سلة وتدعوا الزبائن في الإسراع لشرائها.

يتم تحديد نقطة الاستلام من الموقع في السعودية عبر أحد أقارب "رغد" بدوره يستلم المنتجات حين تصل ويعمل على شحنها إلى اليمن عبر شركة شحن تعمل على نقل البضائع بين اليمن والسعودية، وحين تصل إلى اليمن تقوم "رغد" بإبلاغ أصحابها وأرسالها لهم عبر شركة توصيل محلية.

فرص عمل

في ظل الظروف الاقتصادية المتدنية التي تمر بها البلاد فإن التجارة الالكترونية تمثل فرص عمل جديدة للكثير من الفتيات من منازلهن، رغمًا عن التحديات التي تقف في عائق في سبيل مشاريع التجارة الإلكترونية في اليمن.

الصحفي الاقتصادي "وفيق صالح" يقول في تصريح لموقع "يمن فريدم" " أعتقد أن هذه الخطوة يممكن أن تعمل على إنعاش المشاريع الصغيرة ودعم الأسر ذوي الدخل المحدود من خلال توفير فرص عمل للفتيات والنساء خاصة في المناطق التي تفتقر إلى فرص العمل التقليدية إضافة تساعد في تنويع البدائل والخيارات أمام الأسر ذوي الدخل المحدود، والصمود أمام ضغوطات الحياة المتفاقمة".

يشير "وفيق" إلى أن هذه المشاريع تتطلب دعمًا وتوجيهًا لتحقيق النجاح والاستمرارية خصوصًا في ظل وجود تحديات وصعوبات مختلفة تتمثل في ضعف البنية التحتية للخدمات الإلكترونية وغياب التأهيل والتدريب للتعامل مع هذه المشاريع التي تحتاج إلى تظافر الجهود سواءً من قبل المنظمات الدولية أو الجهات الحكومية والمجتمع أيضًا، بحسب وفيق.

وبحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا" فإن اليمن لا يزال يحتل مراتب متدنية في مؤشر جاهزية التجارة الإلكترونية التي تشمل أعداد المستخدمين للإنترنت وامتلاك حساب بنكي إضافة إلى امتلاك خدمات الشحن البريدي الموثوقة.

تحديات وصعوبات

الشابة "زينب الشرعبي" تقول إن التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في اليمن تتمثل في تأخر شحن المنتجات من السعودية إلى اليمن، الأمر الذي يجعل الزبائن مستائين نتيجة التأخير، إضافة إلى عدم مطابقة وصف المنتج المعروض في الموقع.

"زينب" في تصريحها لموقع "يمن فريدم" تقول:" من أكبر الصعوبات التي تواجهني اختلاف المقاسات بمعنى يصل المنتج الذي طلبته لعمر خمس سنوات غير مناسب على الطفلة، هذا يجعل الزبونة ترفض المنتج، واضطر بعد على إرجاع المبلغ للزبونة مع خصم مبلغ الشحن والبحث عن شخص آخر يشتري المنتج".

على الرغم من التحديات التي ترافق التجارة الالكترونية في اليمن، لكن التجارب الناجحة مثلت نقطة بداية للكثير من الفتيات في خوض هذا المجال الذي لا يملك تشريعات قانونية واضحة ويتطلب جهدًا متواصلًا لبناء ثقة وسمعة جيدة عند الآخرين.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI