اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، الخميس، المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية لليوم الخامس على التوالي بمناسبة "عيد العرش" اليهودي، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وشهود عيان إن "أكثر من 240 مستوطنا اقتحموا المسجد خلال ساعة واحدة من بدء الاقتحامات".
وتتواصل الاقتحامات، من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، حتى ما قبل صلاة الظهر على أن تستأنف لساعة واحدة بعد انتهاء الصلاة، وفق ترتيبات الشرطة الإسرائيلية.
وتتم الاقتحامات بمرافقة الشرطة الإسرائيلية وتشمل جولات في باحات المسجد ويتخللها محاولات لأداء طقوس تلمودية، بحسب الشهود.
وكان مئات المستوطنين اقتحموا المسجد منذ يوم الأحد، تلبية لدعوات منظمات يمينية إسرائيلية لمناسبة عيد العرش اليهودي.
وبحسب إحصاء الأناضول فقد اقتحم 4551 مستوطنا المسجد الأقصى خلال 5 أيام من عيد العرش اليهودي.
فاستنادا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، اقتحم المسجد يوم الأحد 789 مستوطنا، فيما اقتحمه الإثنين 1468، ليقوم 859 مستوطنا باقتحام المسجد يوم الثلاثاء، فيما اقتحمه 1435 مستوطنا يوم أمس الأربعاء.
وتمثل هذه الأرقام أضعاف أعداد المستوطنين في الأيام العادية حيث تتراوح أعداد المقتحمين ما بين 100-200 يوميا.
وقال شهود عيان للأناضول إن الشرطة الإسرائيلية واصلت، لليوم الخامس على التوالي، تقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وأقامت الشرطة الإسرائيلية حواجز في الطرق المؤدية الى المسجد ومنعت المرور الى المسجد مستثنية كبار السن.
وينتشر عناصر من الشرطة الإسرائيلية عند البوابات الخارجية للمسجد وفي داخل باحاته لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وبالتزامن مع إجراءات الشرطة، شهدت أزقة البلدة القديمة بالقدس الشرقية، بخاصة محيط المسجد الأقصى، مسيرات كبيرة لمتدينين إسرائيليين كانوا يرتدون الملابس الدينية.
وشوهد المئات من المتدينين الإسرائيليين يؤدون الطقوس التلمودية في سوق القطانين المؤدي إلى المسجد الأقصى.
وبدأ "عيد العرش" - آخر الأعياد اليهودية الثلاثة (عيد الفصح، عيد الأسابيع، عيد العرش) - مساء 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم ويستمر حتى 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري ويرتبط بذكرى ضياع اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات عام 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.