يعيش المواطنون في مدينة تعز شهر رمضان هذا العام بصورة مختلفة عما سبقها من سنوات الحرب والحصار الذي شهدتها المدينة منذ أكثر من عشرة أعوام، لكن هذا العام يأتي مختلفًا بعد فتح طريق الحوبان وانكسار الحصار ولو بصورة جزئية عن المدينة التي عاشت سنوات من عناء التنقل بين مناطق الحكومة والحوثيين.

يختار المواطنون في الحوبان مدينة تعز وجهة للتسوق وشراء متطلبات رمضان والعيد، فشوارع المدينة تعيش إزدحامًا خانقًا وصعوبة كبيرة في التنقل يعيشها المواطنين، وخلال الأيام الماضي عبر الكثير من المواطنين الساكنين في المدينة نطاق الشرعية عن استيائهم الكبير لاستغلال التجار وارتفاع الأسعار أضعافًا هذا العام، نتيجة لمقارنة القادمين من مناطق الحوثيين عند الشراء الأسعار بناء على عملتهم القديمة، بحسب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

أزمة فارق السعر

تدهور الريال اليمني في مناطق الحكومة اليمنية، خلال الأشهر الماضية بصورة كبيرة ليصل إلى مستويات قياسية لم يبلغها خلال سنوات الحرب، حيث وصل سعر صرف الريال السعودي إلى 614 ريال بينما وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 2300 ريال مقابل الريال اليمني، يشار إلى أن سعر الصرف يتغير بين الحين والآخر، ما انعكس بصورة سلبية على المواطنين.

في الجانب الآخر ظل سعر الصرف ثابتًا في مناطق الحوثيين منذ بدء الأزمة الاقتصادية، فالريال السعودي هناك لا يتعدى الـ 140 ريال، فيما بقي سعر صرف الدولار عند 537 ريالًا مقابل الريال اليمني، حالة من الاستقرار تفرضها الجماعة على البنوك وشركات الصرافة، مع انعدام للسيولة النقدية من السوق نتيجة لتدهورها وتلفها.

"عبدالله الصبري" مواطن يعيش في مدينة تعز منذ سنوات الحرب الأولى، وجد نفسه هذا العام غير قادر على شراء ملابس العيد لأطفاله الثلاثة، فالأسعار كما يقول الصبري أصبحت تقارن بالعملة القديمة أما العملة الجديدة أصبحت بدون قيمة، عند حد قوله.

يضيف "عبدالله الصبري" في حديثه لـ"يمن فريدم" قوله:" هذا العام تفاقمت مشكلتنا كثير، والتجار قد معاهم موال جديد بأن أصحاب الحوبان يدفعوا بدون مبايعة ووجع قلب، أصبحنا منبوذين من قبل التجار".

حلول غير كافية

يقول مدير إدارة الأسواق بمكتب التجارة والصناعة في تعز، عبدالواحد الصبري، في تصريحه لـ" يمن فريدم" "إن فتح طريق جولة القصر خفف من معاناة المواطنين كثيرًا، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط بتغير أسعار الصرف نتيجة لشراء البضائع بالعملة الصعبة.

ويضيف "المكتب يؤدي عمله حسب ما خوله القانون، عملنا لجان...وتم عمل محاضر ضبط بالمخالفين وإحالتهم للنيابة".

ويردف "الصبري" بقوله إن التجار عندما يعلمون بزيادة في سعر الصرف، يرفعون أسعار السلع بصورة مباشرة، مشيرًا إلى أن عبارة " صاحب الحوبان يدفع" التي يقولها التجار أصبحت موضة، متهربًا من الإجابة عن دور المكتب في ضبط القيمة السعرية والرقابة على الأسواق.

حركة السوق

تشهد شوارع المدينة ازدحامًا خانقًا بشكل لم تعهده الشوارع من قبل، نتيجة للإقبال الكبير للمواطنين القادمين من مناطق الحوثيين بغرض التسوق وشراء متطلبات شهر رمضان وملابس العيد، مستغلين الفارق الكبير بين صرف العملة الجديدة في مناطق الشرعية.

يقول " عبدالله الصبري" في حديثه:" الشوارع مزدحمة جدًا إنك تخرج تمشي أفضل بكثير من المواصلات، نرحب بأهلنا وأقاربنا القادمين من الحوبان والمدينة تتسع الجميع، نتمنى فقط منهم بأن لا يقارنوا السعر بعملتهم القديمة لما يشتروا شيء، هم يشوفوا المبلغ بسيط بالنسبة لهم، لكن بالنسبة لنا السعر مضاعف جدًا".

"أسامة الواثق" تاجر ملابس في المدينة يشير إلى أن السوق في المدينة هذا العام يشهد حركة كبيرة جدا مقارنة بسنوات الحصار، والكثير من التجار يحاولون استغلال الوضع القائم برفع الأسعار أضعافًا عما كانت عليه من قبل، ينعكس هذا الوضع بصورة سلبية على سكان المدينة.

يضيف "الواثق" في حديثه لـ"يمن فريدم" قوله:" لما كانت المدينة محاصرة كان التجار بمختلف مجالات عملهم، وبخاصة الملابس يعملوا بقدر معقول فوق البضاعة، وحتى في المواسم، لكن هذا العام الكثير منهم استغلوا فتح الطريق والبعض منهم يعمل ربح قد يصل إلى ضعف قيمة القطعة ".

متنفسًا

خلال الفترة الماضية أعلن عن فتح منفذ جولة القصر على مدار 24 ساعة بعد أن كان مقتصرًا على ساعات محددة خلال النهار فقط، في خطوة لتسهيل تنقل المواطنين خلال شهر رمضان المبارك، ولتخفيف الازدحام الخانق الذي يشهده المنفذ.

"عبدالله القاسمي" قدم من الحوبان إلى مدينة تعز للبحث عن ملابس عيدية لأولاده، فالأسعار هنا مقبولة بالنسبة له مقارنة بالأسعار في مناطق الحوبان، نتيجة للفارق الكبير بين سعر صرف العملة القديمة بالعملة الجديدة، كما يقول في حديثه لـ"يمن فريدم".

يضيف "القاسمي" قوله:" الأسعار في المدينة لما نقارنها بسعر العملة القديمة في الحوبان ننصدم، نفس القطعة سعرها في الحوبان ضعف السعر داخل المدينة، فتح طريق جولة القصر كان متنفسًا لنا إحنا اللي كنا محاصرين"