واجهت هيفاء، البالغة من العمر 25 عامًا، مشقات النزوح والعنف والصعوبات المالية والوصمة الاجتماعية. فبعد طلاقها وغياب أي دعم من زوجها، بحثت هيفاء عن الاستقرار فتزوجت مرة أخرى بمحافظة مأرب.
أصيب زوجها الثاني بجروح في النزاع المسلح مما جعله طريح الفراش، فاضطرت هيفاء لأن تكون المعيل الوحيد لأسرتها وتكافح من أجل تأمين لقمة العيش لهم.
أما نشوى، البالغة 19 عامًا، فقد أجبرت على ترك تعليمها بسبب النزوح والضائقة المالية ومسؤولياتها الأسرية.
تعرضت نشوى أيضًا لسوء المعاملة والحرمان الاقتصادي وكانت بحاجة ماسة إلى وسيلة تعينها على دعم نفسها وعائلتها.
لا تزال النساء والفتيات في اليمن يتحملن العبء الأكبر من الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعرض حمايتهن لمخاطر جسيمة.
تشير التقديرات إلى أن النساء والفتيات يشكلن ما يقرب من 80% من إجمالي 4.8 مليون نازح في البلاد.
كما أن ربع الأسر النازحة تعيلهن نساء، مقارنة بـ 9% فقط قبل تصاعد النزاع في عام 2015.
وخلال عام 2025، من المتوقع أن تتعرض 6.2 مليون امرأة وفتاة في اليمن للعنف، في حين أن أكثر من 90% من المناطق الريفية تفتقر إلى الخدمات الأساسية للوقاية من العنف والاستجابة له.
المساحات الآمنة تفتح أبواب الأمل
وجدتا هيفاء ونشوى بصيص أمل من خلال احدى المساحات الآمنة المخصصة للنساء والفتيات في مأرب حيث حصلتا على الدعم النفسي والمساعدة القانونية بالإضافة الى التأهيل الاجتماعي ومنح التمكين الاقتصادي لبدء مشاريعهن الخاصة.
أطلقت هيفاء مشروعاً صغيراً لبيع الفساتين والملابس للمحال التجارية المحلية، في حين اتبعت نشوى شغفها في الطهي وافتتحت مشروعاً منزلياً لصناعة المعجنات.
اليوم، اليوم تعولان نشوى وهيفاء أسرهن بشكل مستقل، وقد استعادتا ثقتهن بأنفسهن. أصبحت منازلهن مليئة بالأمل والاستقرار وتحلمان الآن بتوسيع أعمالهن ومساعدة نساء أخريات يواجهن العنف والفقر على الوصول إلى هذه المساحات الآمنة لبناء مستقبل جديد.
بناء شراكات قوية
بفضل الدعم المقدم من صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من مواصلة تقديم خدمات منقذة للحياة للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن للعنف وسوء المعاملة في المحافظات الأشد احتياجاً.
ونتج عن هذه الشراكة القوية إنشاء ثلاث مساحات امنة جديدة في محافظة الحديدة. وبالنسبة للنساء مثل هيفاء ونشوى، فإن هذه المساحات الآمنة ليست مجرد ملاذ، بل شهادة على إمكانية تجاوز الألم والظلم وبناء حياة مليئة بالفرص.