13 يونيو 2025
آخر الاخبار
11 يونيو 2025
يمن فريدم-اندبندنت عربية


لا تكاد تمر أسابيع في لبنان من دون أن يلقى القبض على عميل إسرائيلي في صفوف "حزب الله"، وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تحديداً تطورات مهمة في هذا الملف، كشفت عن تجنيد الموساد شخصيات قريبة من قياداته وتشغل مراكز مهمة.

فيما تتزامن هذه الاكتشافات الأمنية المهمة مع استمرار العمليات الإسرائيلية والقصف على الجنوب والضاحية، وسط مخاوف من عودة الحرب بصورة أعنف وأكثر قساوة.

جديد ملف عملاء الموساد ما كشفت عنه وسائل إعلام لبنانية وعربية في الساعات الماضية عن توقيف عميل إسرائيلي يحمل الجنسية اليمنية في لبنان، وضمن المعلومات المتداولة فإن أحد الأجهزة الأمنية اعتقل فعلاً يمنياً كان يتواصل مع الإسرائيليين، وبأنه على الأرجح كان وسيطاً بين "حزب الله" وجماعة الحوثي في اليمن، وانطلاقاً من هذا الموقع استطاع تزويد تل أبيب بمعلومات حساسة في الأشهر الماضية، تشمل معلومات عن الحوثيين وعن الحزب في اليمن ولبنان.

الصدفة كشفت أمر الجاسوس اليمني

مصدر قضائي كشف لصحيفة "الشرق الأوسط" عن أن الصدفة كانت وراء الكشف عن أمر الجاسوس اليمني، وهو من صنعاء، إذ إنه وصل إلى العاصمة اللبنانية قبل نحو شهرين، إذ أقام في أحد الفنادق، وقبل أيام حاول الدخول إلى مقر السفارة اليمنية في بيروت ومقابلة السفير اليمني عبدالله الدعيس بهدف التقدم لوظيفة في السفارة والإقامة في لبنان، وبعد مشاجرة مع أمن وحراس السفارة جرى احتجازه ومصادرة هاتفه، وعند البحث بهاتفه تبين أنه على تواصل دائم مع أرقام إسرائيلية مشبوهة، ليتم بعدها توقيفه من النيابة العامة العسكرية.

في المقابل تكشف مصادر صحافية متابعة للملف لـ "اندبندنت عربية" أن الحادثة أمام السفارة اليمنية حصلت قبل 10 أيام، واليوم أصبح هذا الشخص في المحكمة العسكرية فيما كشفت التحقيقات الأولية أنه شارك معلومات عن الحوثيين وليس عن "حزب الله" مع الموساد الإسرائيلي.

وتكشف المعلومات المتداولة عن أن الشخص الموقوف، الذي لم يكشف عن هويته حتى اللحظة لأسباب أمنية، اعترف بالتعامل مع إسرائيل وتزويدهم بمعلومات حساسة، فيما ادعت النيابة العامة العسكرية على الموقوف بجرم التعامل مع إسرائيل، والتجسس لصالحه على الأراضي اللبنانية، وتزويده بمعلومات تمس أمن الدولة، وأحالته إلى قاضي التحقيق العسكري الذي استجوبه، وأصدرت مذكرة توقيف وجاهية في حقه سنداً لمواد الادعاء.

مصادر من داخل "حزب الله" رفضت تماماً التعليق على كل المعلومات المتداولة واكتفت بالقول لـ "اندبندنت عربية" "لا معلومات مؤكدة حتى الساعة ولا تعليق".

عقود طويلة من خرق الموساد لعالم "حزب الله"

يعود تاريخ لبنان مع العملاء الإسرائيليين لعقود طويلة، لكن الحرب الأخيرة كشفت عن وجودهم داخل بيئة "حزب الله" وبين شخصيات قيادية، مما أسهم في استهداف إسرائيل عدداً من القيادات واغتيالهم في عمليات رصد وتتبع دقيقة.

وقبل أسابيع جرى اعتقال منشد ديني ينتمي لـ"حزب الله" يدعى محمد صالح بتهمة التعامل مع إسرائيل، لتكشف التحقيقات بأنه زود الموساد بمعلومات خطرة للغاية أسفرت عن عمليات اغتيال طالت عشرات القادة والمسؤولين، بخاصة أنه كان مقرباً من عائلات هؤلاء ويوجد بصورة شبه يومية معهم.

ووصف صالح بأنه أحد أخطر العملاء الذين جرى القبض عليهم منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، باعتباره أكثر من زود الإسرائيليين بمعلومات وإحداثيات عن تحركات قادة وكوادر الحزب، في مقابل الحصول على مبلغ قدره 23 ألف دولار أمريكي.

من ضمن من يعتقد بأنه أسهم في الوصول إليه واغتياله، المسؤول عن الملف الفلسطيني في الحزب حسن بدير ونجله علي، اللذان اغتيلا في غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حي الجاموس في الضاحية الجنوبية نهاية مارس/ آذار الماضي.

وكان استجواب صالح بدأ ضمن قضية احتيال مالي، لكنه تسارع بعد تحليل هاتفه، الذي قدم أدلة اعتبرت مناسبة لإثبات ارتباطه عملياً مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي على صالح وكل من يظهره التحقيق، بجرائم "التعامل مع الإسرائيلي، ودس الدسائس لديه، وتزويده بمعلومات أسفرت عن قتل مدنيين".

وذلك سنداً إلى مواد تصل عقوبتها إلى الإعدام، وأحاله على قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان، طالباً استجوابه وإصدار مذكرة توقيف وجاهية في حقه.

عملاء من ضمنهم سوريون وفلسطينيون

وفي السياق قالت تقارير صحافية بناء على معلومات أمنية إن عدد الموقوفين بتهمة التعامل مع إسرائيل منذ مطلع العام الحالي بلغ حتى الآن 21 شخصاً، من ضمنهم سوريون وفلسطينيون، وهؤلاء قيد التوقيف ويخضعون إلى جلسات استجواب أمام قضاة التحقيق في المحكمة العسكرية.

فيما يؤكد متابعون أن عمليات الاغتيال المستمرة التي تطاول كوادر من "حزب الله" بعضها من الصف الثاني وبعضها الآخر قيادات تقنية وليست فقط عسكرية، هي دليل قاطع بأن الحزب لا يزال مخترقاً بصورة كبيرة من الداخل، وأن الموساد نجح في إدخال عدد ليس بقليل من العملاء ضمن مختلف أجهزة وأقسام الحزب الميدانية والتنسيقية، وحتى بين عائلات القيادات.

فيما يبقى الخرق الأكبر حتى الساعة، هو المعلومات التي نقلت إلى تل أبيب عن تحركات الأمين العام للحزب حسن نصرالله، التي أدت إلى اغتياله عصر يوم الـ27 من سبتمبر/ أيلول 2024، وبعدها بأيام اغتيال خليفته هاشم صفي الدين، في ضربتين غير مسبوقتين أكدتا وجود عملاء في أعلى هرم قيادة الحزب وضمن دائرة نصرالله. علماً أن إسرائيل كانت حاولت اغتيال الأخير أكثر من مرة، آخرها ضمن أحداث حرب يوليو/ تموز عام 2006.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI