قال مسؤولون في العاصمة الأوكرانية كييف إن روسيا أطلقت وابلا جديدا من الطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا في هجوم ليل الأحد-الإثنين (21 يوليو/تموز 2025) مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل والتسبب في اندلاع حرائق متعددة في المدينة.
وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن رجال الإنقاذ والمسعفين يعملون في مواقع في أربع مناطق في العاصمة. وقال مسؤولو المدينة إن محطة مترو أنفاق في وسط كييف وممتلكات تجارية ومتاجر ومنازل وروضة أطفال تضررت.
هجمات روسية بمئات المسيَّرات تضر ببنية كييف التحتية
وفي ليلة أخرى شابها القلق والتوتر لسكان كييف، هرع الكثيرون للاحتماء في محطات مترو الأنفاق. كما سُمع دوي انفجارات في جميع أنحاء المدينة بينما كانت وحدات الدفاع الجوي تشارك في صد الهجوم. وقال أوليه سينيهوبوف، حاكم خاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد، إن عدة انفجارات هزت المدينة. لكنه لم يقدم تفاصيل فورية عن الأضرار.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الإثنين أن روسيا أطلقت 426 طائرة مسيرة و24 صاروخا في هجوم جوي خلال الليل على أوكرانيا. وأضافت القوات الجوية أنها أسقطت أو قامت بالتشويش على 224 طائرة مسيرة وصاروخ، بينما اختفت 203 طائرات مسيرة أخرى من على الرادارات، على الأرجح بسبب التشويش عليها من خلال الحرب الإلكترونية.
هجمات أوكرانية بمسيرات تشل مطارات موسكو
من جانبها ذكرت وسائل إعلام روسية أن هجمات كبيرة شنتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على روسيا تسببت في حالة من الفوضى في المطارات الرئيسية التي تخدم العاصمة الروسية موسكو اليوم الإثنين (21 يوليو/تموز 2025)، إذ انتظر آلاف الركاب في طوابير أو ناموا على الأرض بعد إلغاء رحلات أو تأخيرها.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام روسية أشخاصا ينامون على أرضية مطار شيريميتيفو، وهو المطار الأكثر ازدحاما في روسيا من حيث أعداد الركاب، وسط طوابير طويلة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 117 طائرة مسيرة خلال الليل، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو، بعد إسقاط 172 طائرة مسيرة في اليوم السابق، منها 30 طائرة فوق منطقة موسكو.
وفرضت هيئة مراقبة الطيران الروسية (روسافياتسيا) قيودا مؤقتة على الرحلات الجوية الليلية في المطارات الرئيسية بموسكو وهي شيريميتيفو وفنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي. وقالت وسائل إعلام روسية إن عدة آلاف تقطعت بهم السبل في أقصى شرق روسيا بسبب إلغاء الرحلات الجوية في الجزء الأوروبي من روسيا، في حين تم تشغيل قطارات إضافية لإعادة الركاب إلى موسكو من مدينة سان بطرسبرج بشمال روسيا.
دعما لأوكرانيا - اجتماع للناتو برئاسة ألمانيا وبريطانيا
وترأس المملكة المتحدة وألمانيا اجتماعا اليوم الإثنين، لمناقشة خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بقيام حلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أسبوع من تصريح ترامب بأن الشحنات سوف تصل أوكرانيا خلال أيام. ويرأس الاجتماع الافتراضي وزيرا الدفاع البريطاني جون هيلي والألماني بوريس بيستوريوس.
وقال هيلي إن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وأمين عام حلف الناتو مارك روته إلى جانب القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكيويتش، سوف يحضرون اجتماع مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا. وتأتي المحادثات بعدما شنت روسيا نحو 300 هجوم بمسيرات ضد أوكرانيا، بحسب مسؤولين. وتواصل موسكو تكثيف هجماتها طويلة المدى على المدن الأوكرانية، ورجح المحللون تصاعد القصف.
وفي تحول في نبرة التصريحات تجاه روسيا، أعطى الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي موسكو مهلة 50 يوما للموافقة على وقف إطلاق نار أو مواجهة عقوبات أكثر صرامة. وتشمل خطة الأسلحة التي أعلن عنها ترامب قبل أسبوع، قيام الدول الأوروبية بإرسال أسلحة أمريكية لأوكرانيا عبر حلف الناتو سواء كان من مخزون قائم أو شراء أسلحة جديدة والتبرع بها.
تنديد صيني بعقوبات أوروبية على روسيا وكيانات صينية
من جانب آخر انتقدت وزارة التجارة الصينية العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا وشملت كيانات صينية بهدف تقييد النشاط العسكري الروسي، وفقا لبيان صدر اليوم الإثنين ووصف هذه الإجراءات بأنها "خاطئة". وقال متحدث باسم وزارة التجارة "إن إجراءات الاتحاد الأوروبي تتناقض مع الإجماع الذي توصل إليه قادتها مع الصين، وكان لها تأثير سلبي خطير على العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون المالي بين الصين والاتحاد الأوروبي".
وتدعو الصين على الدوام إلى مفاوضات سلام واحترام سلامة أراضي كل الدول، بما في ذلك أوكرانيا ضمنا، غير أنها امتنعت عن التنديد بالغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدئه في فبراير/شباط 2022. وتتهم عواصم أوروبية العملاق الآسيوي بتقديم دعم اقتصادي جوهري لموسكو في مجهودها الحربي.وأعلنت بروكسل الأسبوع الماضي عن حزمة عقوبات جديدة بحق موسكو تستهدف بصورة خاصة صادرات النفط الروسية وقطاعها المصرفي وشملت أيضا بعض الشركات والمؤسسات المالية الصينية.
ويعقد كبار قادة الصين والاتحاد الأوروبي قمة الخميس 24 يوليو/تموز 2025 في بكين، وسط مساع يبذلها الشريكان التجاريان لتسوية مجموعة من الخلافات بينهما. وثمة ملفات كثيرة تثير توترا في العلاقات الصينية الأوروبية، من أبرزها الرسوم الجمركية الأوروبية المشددة على السيارات الكهربائية الصينية والقيود المفروضة على بعض الشركات الأوروبية في الصين.