26 يوليو 2025
25 يوليو 2025
يمن فريدم-ذا اندبندنت-جيمي برايدوود
نهائي يورو 2025 للسيدات أحدث مواجهة بين منتخبي إسبانيا وإنجلترا بعد نهائي كأس العالم 2023 (أ ف ب)


عند انطلاق صافرة بداية نهائي بطولة "يورو 2025"، ستكون إنجلترا وإسبانيا خصمين، لكن قبل ذلك وبعده، سيكون كثر منهن صديقات وحليفات، ويجمعهن هدف مشترك.

كيرا ولش عازمة على الفوز في مباراة الأحد، لتصبح بطلة أوروبا للمرة الثانية، كجزء من أول فريق إنجليزي يدافع عن لقبه في بطولة دولية كبرى. لكنها، في الوقت ذاته، تتمنى أن تستمتع إسبانيا بلحظتها، لتعويض ما فاتها. ولا شك أن إسبانيا ستستمتع أكثر بالمناسبة إذا تغلبت على إنجلترا لتضيف اللقب الأوروبي إلى تتويجها بكأس العالم، لكن ولش كانت مدركة لما تحمله المباراة من دلالات أوسع.

كأس العالم 2023.. إنجاز إسباني مظلوم

لقد تألمت لاعبات إنجلترا بعد خسارتهن في نهائي كأس العالم أمام إسبانيا في 2023، غير أن ما تلا ذلك في سيدني كان الظلم الأكبر، فقد غطت حادثة تقبيل لويس روبياليس جيني إيرموسو من دون موافقتها خلال احتفالات التتويج على انتصار إسبانيا.

وقالت ولش "لا أظن أنهن حصلن على القدر الكافي من الإشادة على روعة أدائهن وروعة أداء بعض لاعباتهن، كل الحديث كان عن أمور أخرى حدثت خارج الملعب".

وقد عبرت نجمات إسبانيا عن أسفهن لعدم حدوث تغييرات كافية في البلاد بعد فوزهن بكأس العالم، أما الآن، فالتركيز كله منصب عليهن وعلى السيطرة الفريدة التي يمكنهن فرضها على أرض الملعب.

وأضافت ولش "إنهن يقدمن كرة قدم مذهلة، ويستحققن الوجود هنا. وكإنسانة، كل ما أتمناه هو أن يخرجن إلى الملعب ويستمتعن باللعب".

روابط شخصية تعزز الاحترام المتبادل

لقد قضت كيرا ولش عامين ونصف العام مع نادي برشلونة الإسباني، مما منحها صلة أعمق بعدد من لاعبات منتخب إسبانيا. فعندما كانت تشعر بالحنين إلى الوطن، كانت قائدة المنتخب الإسباني إيرين باريديس تدعوها إلى منزل عائلتها لتناول العشاء، وأصبحت ولش قريبة من كثير من نجمات الفريق مثل أيتانا بونماتي وماريونا كالدينتي.

ومع ذلك فقد وقفت إنجلترا كجماعة متضامنة مع إسبانيا بعد نهائي كأس العالم، حتى وإن لم تكن اللاعبات قد تقاسمن غرفة الملابس أو قضين وقتاً كزميلات في فريق واحد، فقد شعرت اللبؤات أن إسبانيا حرمت من الدفعة المعنوية التي كانت تستحقها بعد فوزها ببطولة أوروبا 2022.

يسود الاحترام والإعجاب من كلا الطرفين، انطلاقاً من إدراك أن دورهن كلاعبات لا يقتصر على ما يحدث في أرض الملعب، بل يشمل أيضاً العمل على ترك اللعبة في حال أفضل مما وجدنها عليه، فقد استخدمت إنجلترا منصتها بعد فوزها ببطولة أوروبا للمطالبة بتغييرات اجتماعية، في حين ضحت إسبانيا من أجل نيل ما تستحقه.

لقد امتنعت باتري غيخارو عن المشاركة في كأس العالم الأخيرة احتجاجاً على التمييز في المعاملة. أما اليوم، وبعد أن شهدت لاعبات إسبانيا تحسناً في الأوضاع خارج الملعب، عادت غيخارو وقدمت أداء جعل منها أفضل لاعبة ارتكاز في بطولة أوروبا.

تحدثت سارينا فيغمان سابقاً عن العلاقة بين إنجلترا وإسبانيا كمثال على "المجتمع المميز" في كرة القدم النسائية، حيث يدرك الطرفان أنهما يؤديان دوراً يتجاوز حدود الملعب، فبعد فضيحة روبياليس، اتخذت إسبانيا موقفاً حازماً من خلال حركة "انتهى"، وهي حركة شبيهة بـ"أنا أيضاً" في كرة القدم الإسبانية وما بعدها.

وعلى الجانب الآخر، منحت فيغمان لاعبات إنجلترا القوة لاستخدام أصواتهن، كما ظهر خلال بطولة أوروبا من خلال رد الفريق الجريء بعد تعرض جيس كارتر لإساءات عنصرية.

وقد دعمت إنجلترا إسبانيا حتى في وقت بدأت فيه الأخيرة تفرض هيمنتها وتتصاعد حدة المواجهات بين الفريقين على أرض الملعب، فبعد كأس العالم، أدركت إسبانيا أن الموهبة وحدها لم تكن كافية لمنع ما حدث لهن في قضية روبياليس، لكن التغييرات التي طرأت داخل الاتحاد الإسباني لكرة القدم تعني أن لا شيء الآن يعوقهن عن التعبير عن أسلوبهن المبهج المليء بالتمريرات السلسة.

نهج تكتيكي مختلف.. صلابة إنجليزية مقابل مهارة إسبانية

ويكمن الفارق الأوضح بين إنجلترا وإسبانيا داخل الملعب وفي أسلوبي لعبهما المختلفين. فقد تبنت إنجلترا نهج "الإنجليزية الحقيقية" للمرة الأولى في انتصار صلب ومنضبط بنتيجة (1 - 0) في "ويمبلي" خلال فبراير (شباط) الماضي، وهي آخر هزيمة تلقاها أبطال العالم حتى الآن.

الخطة التي استخدمها أرسنال لإطاحة برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا في لشبونة في مايو (أيار) الماضي قد تكون النموذج الذي تحتاج إنجلترا إلى تكراره، فقد كان أرسنال منظماً من دون كرة، وملتزماً إحباط أفضل لاعبات العالم، بينما استغل الفرصة حين سنحت.

ولم تخل المباراة من التوتر، إذ تورطت كلوي كيلي في لحظة ساخنة عندما دفعت أليكسا بوتياس بعيداً من الكرة. ولا شك أن نجمات برشلونة ما زلن يتذكرن مرارة تلك الهزيمة، خصوصاً أيتانا بونماتي التي كانت متأثرة بشدة بعد الخسارة.

الخبرات المتبادلة تصنع الفارق في المواجهة

وسيشارك كثير من اللاعبات أنفسهن في مباراة بازل، كذلك فإن الروابط بين إنجلترا وإسبانيا تتجلى أيضاً في نجاح أرسنال وبرشلونة في تطوير اللعبة محلياً وعلى مستوى أوروبا، فقد أصبح أرسنال وبرشلونة الفريقين النسائيين الأكثر جماهيرية في العالم، وخلال بطولة "يورو 2025" في سويسرا، ظهرت قمصان تحمل أسماء "ويليامسون" و"روسو" و"أيتانا" و"أليكسا" بالكثافة نفسها لبعض القمصان الوطنية للمنتخبات، وكأن هناك فريقين إضافيين سيخوضان نهائي "يورو 2025" إلى جانب إنجلترا وإسبانيا.

ومن بين الروابط التي تجمع الفريقين، تبرز ماريوما كالدينتي، التي انتقلت من برشلونة إلى أرسنال الصيف الماضي، وانتهى بها المطاف حاملة دوري أبطال أوروبا من كتالونيا إلى شمال لندن.

لقد أثرت عقلية كالدينتي الفائزة، التي تشكلت في برشلونة، في فريق أرسنال الذي كثيراً ما أخفق في التتويج بأكبر الألقاب. وقد قيل إن كالدينتي جلبت معها عقلية "معدية" دفعت بثقافة الفريق إلى الأمام - ولا يزال هذا الشعور حاضراً بقوة في صفوف منتخب إنجلترا، بفضل العدد الكبير من لاعبات أرسنال ضمن التشكيلة.

أما كيرا ولش ولوسي برونز فبوسعهما تقديم رؤى خاصة عن المنافس بفضل فترتهما في برشلونة. فحين كانت ولش تلعب في خط الوسط إلى جانب أيتانا بونماتي وأليكسا بوتياس، كان يطلب منها باستمرار أن تكتفي بالتمريرات القصيرة، إلى حد أنها شعرت بشيء من "الصدمة العكسية" عندما عادت إلى إنجلترا ووقعت لتشيلسي في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد اعترفت بأنها "فقدت" قدرتها على لعب الكرات الطويلة، لكنها استعادتها خلال بطولة أوروبا، حيث جاء كثير من نجاح إنجلترا عندما مزجت بين الأسلوبين ولعبت بطريقة مباشرة.

اللبؤات يمتلكن المهارة أيضاً ويستطعن تقديم كرة جيدة لكن ليس على طريقة إسبانيا، فلا أحد يمكنه ذلك. وبدلاً من ذلك، افتخرت إنجلترا بصلابتها خلال بطولة أوروبا، وبمعرفتها أنها لا تهزم بسهولة.

وقالت ولش "وهن أيضاً يمكنهن فعل ذلك"، في إشارة إلى فوز إسبانيا في نصف النهائي بعد وقت إضافي على حساب ألمانيا. وهذا سبب آخر يدفع إنجلترا إلى إعجابها بإسبانيا، وسبب آخر أيضاً يجعل من مواجهتهن تحدياً إضافياً عندما يتقابل الفريقان كخصمين الأحد المقبل.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI