8 يونيو 2025
5 ديسمبر 2023
يمن فريدم-العربية نت

 

دفعت عمليات القصف بالصواريخ وهجمات الحوثيين على السفن في منطقة باب المندب والبحر الأحمر الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم الأوضاع.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستتابع "التشاور عن قرب مع الحلفاء والشركاء لتحديد الردّ المناسب"، وأضاف أن "الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن تمّت بدعم من إيران".

 

القصف أولاً

 

كان قصف الحوثيين صواريخ باليستية ومسيرات انتحارية باتجاه إسرائيل أول مؤشرات المشكلة التي يطرحها الحوثيون، فهم يملكون الآن صواريخ يصل مداها إلى 1800 كيلومتر، وهي قادرة على استهداف الأراضي الإسرائيلية وقد تعاملت الولايات المتحدة وإسرائيل مع هذا القصف بإسقاط الصواريخ والمسيرات فيما سقط بعضها على الأراضي المصرية ولم تشكّل تهديداً حقيقياً.

 

لم ينشغل الأمريكيون كثيراً بهذا القصف لأن الرشقات كانت متقطعة و"فاشلة" وهي في الأساس غير دقيقة. الحوثيون فقط كانوا يعلنون انتصاراتهم ووجدوا قبولاً وتهليلاً لدى مؤيّديهم ومعارضي إسرائيل.

 

عملية غالاكسي

 

لكن الهجوم بمروحية على السفينة غالاكسي ليدر في البحر الأحمر يوم 19 الشهر الماضي، بدأ يشير إلى تصاعد في خطر العمليات الحوثية، لأنه تخطّى القصف المعتاد من الميليشيات المؤيدة لإيران ليعتدي على الملاحة في المياه الدولية.

 

يشير العقيد السابق في الجيش الأمريكي عبّاس دهوك إلى "أن التحليق بمروحية لمسافة طويلة نسبياً فوق البحر، ثم التمكّن من الهبوط عليها من دون الارتطام، فيما السفينة تبحر والمياه ترتفع وتنخفض، أمر يحتاج إلى الكثير من التدريب. نفهم هنا أن هذا التدريب على الأرجح جاء إلى الحوثيين من طرف خارجي وهو إيران، وهذه بداية المؤشرات على تعاظم المشكلة الحوثية الإيرانية".

 

الفشل الأمريكي

 

تشير معلومات خاصة بـ "العربية" و"الحدث" إلى أن المجموعة التي اختطفت السفينة توجّهت بها من البحر الأحمر إلى المياه الإقليمية اليمنية وهذا ما استغرق وقتاً تخطّى الساعتين.

 

وقال مصدر خاص بـ "العربية" و"الحدث" في العاصمة الأمريكية إن الفشل الذريع حصل من جهة الأمريكيين الذين لم يتصدّوا إلى الخاطفين قبل أن يدخلوا بالسفينة إلى المياه الإقليمية اليمنية، و"ربما فضّل الأمريكيون تحاشي مواجهة مع الحوثيين"، كما فضّلوا أن تذهب السفينة إلى اليمن بدلاً من البدء في مواجهة غير معروفة المعالم.

 

طلبت "العربية" و"الحدث" من البنتاغون تأكيد هذه المعلومات أو نفيها ولكنها لم تحصل على جواب حتى لحظة نشر هذا التقرير.

 

المواجهات

 

يوم الأحد 3 ديسمبر الحالي شهد تحوّلاً في التصرفات الحوثية والأميركية معاً، فقد هاجم الحوثيون بالصواريخ والمسيرات مجموعة من السفن التجارية التي تبحر في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، وقد ألحق الحوثيون بعض الأضرار بهذه السفن، كما تصدّت السفن الحربية الأميركية لهذه الهجمات وأسقطت عدة صواريخ ومسيرات.

 

بهنام بن طالب لو، الخبير في شؤون الصواريخ الإيرانية في معهد الدفاع عن الديمقراطية، اعتبر أن ما شهدناه "هو تطوير للقدرات الإيرانية في مجال الصواريخ المضادة للسفن".

 

وأضاف أنه كلما طوّر الإيرانيون من ترسانتهم زادت قدرات الميليشيات التابعة لها، وشدّد على أنه "بصرف النظر عن وقف إطلاق النار، فإن إيران لم ترتدع عن تحدّي الولايات المتحدة في البرّ والبحر في مسارح نزاع مختلفة".

 

القنوات المفتوحة

 

يشير مصدر خاص بـ "العربية" في العاصمة الأمريكية إلى أن الإيرانيين والحوثيين استفادوا من مرحلة وقف إطلاق النار لإيصال أسلحة إلى منطقة سيطرة الحوثيين من دون أية رقابة، وأن الحوثيين خلال الأشهر الماضية حصلوا على عتاد وتكنولوجيا إيرانية إضافية، بالإضافة إلى تدريب عناصر الحوثيين على يد قوات الحرس الثوري وحزب الله.

 

من الواضح أن التهديد الذي يمارسه الحوثيون الآن بات تهديداً أكثر تعقيداً وربما أكثر شراسة من قبل، وتشعر به الدول التي تملك السفن التجارية كما تشعر به القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة وهناك الكثير من السيناريوهات للتعاطي مع هذا التهديد.

 

سيناريوهات الردّ

 

المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ ولدى سؤالها عن إمكانية اتخاذ خطوات استباقية لمنع الهجمات، امتنعت عن الإجابة بالقول إنها لا تستطيع أن تستبق قرارات يتخذها وزير الدفاع لويد أوستن.

 

في هذا الوقت، بدأ الحديث عن حماية أكثر للسفن التجارية مثل رفع العلم أو مرافقة السفن الحربية للسفن التجارية، وهي عملية مكلفة وتستهلك قدرات كثيرة من الدول.

 

سيناريوهات أخرى تشير، كما قال عباس دهول الضابط السابق في الجيش الأمريكي ومستشار وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تستطيع تكرار ما فعلته في العام 2006 عندما أطلقت صواريخ توماهوك على مواقع للحوثيين، وأشار إلى إمكانية استهداف الرادارات التي يستعملها الحوثيون، خصوصاً أنهم يحتاجون إلى هذه الرادارات لمراقبة السفن خلال عبورها المياه الدولية.

 

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول ألقى باللوم على إدارة بايدن فيما وصلت إليه الأمور، وقال في تصريحات يوم الاثنين إن هذه الإدارة "شجعت الحوثيين، ومكنتهم من تطوير أسلحة أكثر تقدما، وتعميق العلاقات مع إيران، وزيادة ترسيخ سيطرتهم على ملايين اليمنيين الأبرياء".

ودعا إلى إنهاء سياسة الاسترضاء "وأن نكون جادين في الرد فعليًا على تهديد الحوثيين، بدلاً من تمكينه، بما في ذلك من خلال تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية".

 

الاحتواء

 

أما إدارة بايدن، فمنذ هجمات السابع من أكتوبر على إسرائيل وبدء العملية الإسرائيلية في غزة، فقد اختارت مبدأ عدم التصعيد، وربما تطبّق مبدأ الخطوات الصغيرة لمواجهة الحوثيين، والاكتفاء بما فعلته القوات الأمريكية يوم الأحد 3 ديسمبر، أي مساعدة السفن وإسقاط المسيرات التي تطلق باتجاهها وفوق المياه الدولية.

 

فالردّ الأضخم يفتح الباب على التصعيد.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI