8 يونيو 2025
14 أكتوبر 2022
يمن فريدم-ياسر حميد

 

 

اتهمت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، التحالف الذي تقوده السعودية بالتسبب بعدم تمديد الهدنة المنتهية، بعد يوم من إعلان تبادل الوفود بينهم لبحث ملف الأسرى نتيجة مفاوضات سابقة، وبالتزامن مع مفاوضات سرية تجري بوساطة عمانية بين الطرفين من أجل تمديد الهدنة.

 

وقال رئيس الوفد الحوثي التفاوضي محمد عبد السلام، إن "الهدنة انتهت ولم تمدد بسبب تعنت دول العدوان (أي التحالف الذي تقوده السعودية) أمام المطالب الإنسانية في فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، وبدون أية عوائق، والاستفادة من ثرواته النفطية والغازية لصالح مرتبات كافة الموظفين اليمنيين".

 

وأضاف، في تصريح مقتضب نشره في تيليغرام، أنّ "السلام في اليمن غير مستحيل لو تخلت دول العدوان عن عقليتها الاستعلائية، وقدمت مصالحها الوطنية والقومية على مصالح أميركا وبريطانيا، الدولتين المستفيدتين من استمرار العدوان والحصار على اليمن"، على حد تعبيره.

 

والتقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، اليوم الخميس، مع المبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ، والسفير الأميركي في اليمن ستيفن فاجن، في إطار المشاورات الرامية لإحياء مسار السلام المتعثر في اليمن، وفق ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.

 

وأكد العليمي، على "التزام المجلس والحكومة بنهج السلام الشامل والمستدام القائم على المرجعيات المتفق عليها، ودعم جهود مبعوثي الأمم المتحدة، والولايات المتحدة"، وناقش "الضمانات والضغوط المطلوبة لدفع جماعة الحوثي إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان الهدنة، واتفاق استوكهولم بشأن فتح طرق تعز، والمحافظات الأخرى، وسداد رواتب الموظفين من عوائد موانئ الحديدة".

 

وأعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء الماضي، عن بدء مبعوثها الخاص لليمن جولة جديدة إلى المنطقة لدعم المفاوضات المكثفة التي تقودها الأمم المتحدة مع الأطراف اليمنية للتوصل إلى اتفاق بشأن تجديد الهدنة.

 

وأعلن الحوثيون والتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس الأربعاء، عن تبادل الزيارات، ضمن جهود تمديد الهدنة التي انتهت مطلع الشهر الجاري، في ظل حالة الهدوء والالتزام ببنودها، رغم التهديدات بالتصعيد التي أطلقتها الجماعة خلال الأيام الماضية.

 

وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، إنه "تم تبادل زيارة وفدين من التحالف والحوثيين، من أجل زيارة الأسرى لدى الطرفين كمبادرة حسن نوايا، وضمن جهود بناء الثقة لتمديد الهدنة باليمن"، لافتاً، إلى أنّ "الزيارة ذات الطابع الإنساني تعنى بملف الأسرى كحالة إنسانية بحتة، كما أنها تأتي كإحدى مكاسب الهدنة والسعي لتمديدها، والوصول إلى سلام شامل باليمن"، وفق ما نقلت وكالة "واس" السعودية الرسمية

 

وسبق إعلان التحالف، تأكيد الحوثيين على وصول وفد سعودي إلى صنعاء، وقال رئيس لجنة أسرى الحوثيين، عبد القادر المرتضى، إن "ذلك يأتي ضمن آلية التحقق من الكشوفات للمرحلة الأولى للتبادل التي تم التوافق عليها في العاصمة الأردنية عمّان، للتحقق من الأسماء ومطابقتها على الواقع".  

 

إلا أنّ المسؤول الحوثي، نفى في تغريدة بحسابة على تويتر، وجود أي علاقة للزيارة بمفاوضات الهدنة، وقال، إنه "لا علاقة للموضوع بأي نقاش أو حوار سياسي آخر"، في الوقت الذي أكد متحدث التحالف على صلة الزيارات المتبادلة بجهود بناء الثقة لتمديد الهدنة.

 

بالتزامن مع ذلك، التقى وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، نظيره اليمني محسن محمد الداعري، وناقشا جهود الأمم المتحدة في تمديد الهدنة، والخطوات المستقبلية للتعامل مع المتغيرات المحتملة، وفق ما أفادت وكالة "واس" السعودية الرسمية.

 

يأتي هذا مع مفاوضات غير معلنة بوساطة عمانية من أجل تمديد الهدنة في اليمن، والتي انتهت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد ستة أشهر من استمرارها، حيث رفضت جماعة الحوثيين تمديدا جديدا دون تنفيذ شروطها في توسيع الهدنة، وأبرزها دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها.

 

وتجري المفاوضات بين السعودية والحوثيين برعاية عمانية لتمديد الهدنة، وتقدمت في ملفات كثيرة ونتج عنها تبادل الزيارات في ملف الأسرى، وتدور حول آلية دفع رواتب الموظفين، التي يريد الحوثيون دفعها من واردات النفط اليمني، الذي يتم تصديره من مناطق سيطرة الشرعية.

 

وقال نائب دائرة التوجيه المعنوي للحوثيين بصنعاء، عبد الله بن عامر، إنّ "الوصول لمناقشة تفاصيل ملف الأسرى يعني حسم بقية الملفات، أو على الأقل لم يتبق فيها إلا القليل مع تجاوز معظم نقاط الخلاف".

 

وأضاف، في تغريدات بحسابه على تويتر، تعليقاً على إعلان تبادل الزيارة بين الحوثيين والسعودية، أنه "قد يصل وفد ويرجع آخر، فالتقدم الكبير الحاصل لا يجعلنا نتوقع النجاح أو الفشل، فقط علينا الترقب حتى الإعلان النهائي". 

 

من جانبه، رأى وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبوبكر القربي، أنّ "تبادل الزيارات في هذه الأثناء بين التحالف وأنصار الله إلى كل من صنعاء وأبها، لبحث ملفات مكملة لاتفاقية الهدنة، هو دليل على أنّ الطرفين قد تجاوزا الكثير من نقاط الخلاف التي تهمها، ووضعا أسس الحل والضمانات، ولم يبق لنا إلا انتظار أسلوب إعلان الاتفاق".

 

وللأسبوع الثاني على التوالي من انتهاء الهدنة في اليمن، تعثرت كافة الجهود لتمديدها في ظل مخاوف من عودة الحرب للبلاد والتصعيد المتبادل بين أطراف الصراع، حيث شهدت الأسابيع الماضية استعراضات عسكرية من الطرفين في عدد من المدن اليمنية.

 

"العربي الجديد"

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI