8 يونيو 2025
22 إبريل 2023

 

تدمير المؤسسات المالية والتجارية غاية المتحاربين في اليمن. لن يتمكن أي طرف من تثبيت أقدامه سياسياً ويسيطر. لكنهم جميعا ينهشون المؤسسات التجارية ويخنقون الرأسمال الوطني ليعود اليمن إلى العام صفر ومشاريع تسول عالمي ومجرد أرض شاسعة لفقراء ومعاقين ومرضى بلا إمكانيات مادية.

 

يتقاتلون ويستولون على مقدرات البلاد ويتفننون في الجبايات ثم يستثمرون في محلات الصرافة وشركات توزيع النفط والعقارات.

 

هذه ثعابين سامة في اقتصاد أي بلد ووسائل غسيل ونقل وتهريب أموال.

 

اعطوني قائمة المصانع التي افتتحها الاثرياء الجدد منذ ثمان سنوات في أي محافظة في اليمن!

 

اعطوني مشروعاً انتاجياً واحداً يستوعب عمالة كثيفة وينقل تقنية حديثة ويدر مداخيل ترفد اقتصاد البلاد!

 

من السهل ترويض أثرياء البلاد لتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية لكن ليس من السهل خلقهم.

 

وكأن المطلوب الآن قبل الانتهاء من الحرب، القضاء على التجار الذين بقوا على قيد الحياة في العقود الماضية

انظروا ماذا يفعل الحوثي منذ سيطر.

 

 يبدي غيرة كاذبة على الفقراء وهو لا يفعل شيئا آخر غير خلق فقراء. حتى من كان مستوراً وله وظيفة وراتب صار مستحقاً للصدقة والزكاة وصار في عداد الأفقر في البلاد.

 

ثم ماذا؟ ضايق التجار صغيرهم وكبيرهم. الحوثي يكمل سياسة الخارج في إفقار البلاد.

 

لا يمكن بناء بلد بالفقر والفقراء، لا يمكن الحفاظ على سيادة أرض الجوع، لا يمكن ادعاء الاستقلال وأنت في بلاد ليس فيها تاجر مقتدر ولا شركات تصنيع ولا تؤمن الحد الأدنى من إنتاج احتياجاتها.

 

لا يمكن النهوض دون رأسمال وطني خاص حر يعمل في إطار قوانين ضامنة للحقوق وراسمة للواجبات.

 

هل يراد تحويل اليمن إلى إيران أخرى نصف ثروات البلاد ومؤسساتها التجارية وشركاتها الخارجية بيد أسر محدودة من الحرس الثوري؟

 

هل مطلوب إغراق البلاد بالشركات الخارجية في مرحلة إعادة الإعمار؟

 

هل المطلوب تجريد اليمن أي قدرة مقاومة؟

 

أين جاء الذين امتدحوا التوزيع بالخيول اعتبروها عبقرية تجارية؟

 

إن أسوأ ما يفعله الحوثي الى جانب تدميره للاقتصاد أكثر من غيره هو انتهاكه لآليات التضامن الاجتماعية وحرفه للزكاة والصدقات وتحويلها إلى أدوات سلطة وافراغ البلاد التي تحت يده من مفهوم الخير بين الناس مع عجزه التام عن تأمين لقمة عيش الجائعين وتقليص الفجوة بين أثريائه والفقراء الجدد.

 

(من صفحة الكاتب في فيس بوك)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI