8 يونيو 2025
6 يوليو 2023
يمن فريد-خاص

 

مخيم "الرحبة" أحد المخيمات التي تقطعت السبل بالنازحين فيه للعيش بأمان وبالإمكانيات الضرورية، وبسبب تدهور الأوضاع في البلاد لم يحصل النازحون على المواد الأساسية والضرورية لمواجهة الظروف المعيشية القاسية والتضاريس الطبيعية التي نالت منهم خلال فصول السنة.

 

يقع مخيم (الرحبة) في عزلة الشراجة التابعة لمديرية جبل حبشي في الريف الغربي لمحافظة تعز، ويسكنه (158) أسرة نازحين أي (639) شخصا تقريباً وفق الاحصائيات التي حصل عليها " يمن فريدم" من مسؤول في المخيم.

 

احتياجات ملحة

 

يقول المسؤول في المخيم عبدالعزيز أحمد شمسان لـ " يمن فريدم" إن النازحين بأمّس الحاجة لأبسط المساعدات وخاصة في الجانب الغذائي الذي يعد الشاغل الأكبر لكل من يسكن المخيم.

 

وشرح عبدالعزيز في حديثه لـ " يمن فريدم" الوضع الذي يعيشه النازحون الذين قذفت بهم الحرب خارج منازلهم التي هجروها وفقدوا كل ما يملكون بحثا عن الأمن والأمان ومتطلبات الحياة.

 

يصف عبدالعزيز الوضع بـ "المزري" بسبب قلة المساعدات التي يحصل عليها سكان المخيم من النازحين كالماء والغذاء، ويشرح ان ما يحصل إلى المخيم لم يكن بشكل مستمر بل خلال فترات متقطعة، الأمر الذي يفاقم من وضع النازحين ويجعل حياة أصعب مع مرور الوقت.

 

أعرب المسؤول في المخيم عن أمله أن يحصل النازحون على مساعدات منقذة وكافية لمواجهة الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيم.

 

جغرافيا النزوح

 

بحسب المعلومات التي حصل عليها" يمن فريدم" فإن نازحي مخيم (الرحبة) جاءوا من قرية (الطوير) التابعة لعزلة اليمن بمديرية مقبنة في الريف الغربي لمحافظة تعز، حيث شهدت المديرية مواجهات عسكرية عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ بدء الحرب، وتعرض السكان فيها لموجات من النزوح، فيما قُتل العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

 

ومنذ عامين، وهي مدة النزوح إلى مخيم (الرحبة)، لم يحصل النازحون على مساعدات كافية خاصة في الاحتياجات الضرورية كالمياه النقية والأدوات الصحية والأدوية ومياه الشرب، بل ما يحصلون إنما هو أقل من القليل لعشرات الاسرة التي وجدت نفسها في منطقة جغرافية منسية.

 

غياب محلي ودولي

 

قدمت بعض المنظمات الدولية مساعدات محدود لسكان مخيم (الرحبة) لكن تلك المساعدات لم تكن كافية ولم تلبي احتياجات النازحين حسب وصف مسؤول المخيم، الذي ذكر أن المساعدات تأتي بشكل متقطع، وكان المجلس النرويجي واحد من المنظمات الدولية التي زارت المخيم واطلعت على الوضع الإنساني للنازحين.

 

وبالنسبة للمنظمات المحلية هي الأخرى لم تقم بأي دور بالنسبة لنازحي هذا المخيم، كما يقول المسؤول فيه، فلم تصل للنازحين مواد إغاثية ومتطلبات ضرورية تساعدهم على الاندماج والعيش بعيدا عن الحرب ومخاطرها، فالمخيم يقع في منطقة ريفية أصبح معزولا عن الأعمال الاغاثية المخصصة للنازحين المتضررين من الحرب.

 

دور الوحدة التنفيذية للنازحين

 

تواصلنا في موقع" يمن فريدم" مع مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة تعز، علي قائد حسان، وطرحنا عليه بعض الاستفسارات حول دور الوحدة في إغاثة نازحي مخيم (الرحبة)، إلا ان حاول التهرب في أكثر من وقت للرد على التساؤلات، ولم يقتر الأمر على المسؤول في المحافظة، بل لجأنا إلى المدير الوحدة التنفيذية، نجيب عبدالرحمن السعدي، وهو الآخر تهرب من الرد على ملاحظاتنا حول الوضع الإنساني في مخيم الرحبة.

 

وفي محاولات متكررة لمعرفة دور الوحدة التنفيذية للنازحين في مساعدة واغاثة النازحين في المخيم، ما يزال هناك جزءًا من المعلومات التي يتحفظ عليها المسؤولين والتي من خلالها كان من الممكن معرفة جوانب القصور في التعامل مع مخيم تسكنه عشرات الأسر النازحة المحرومة من أبسط المقومات.

 

مناشدة عاجلة

 

وجه المسؤول في مخيم (الرحبة) عبدالعزيز أحمد شمسان، مناشدة إلى كافة المنظمات المحلية والدولية، والسلطات الرسمية في اليمن، لسرعة الاستجابة وتقديم المعونات والأعمال الاغاثية لسكان المخيم الذي قذفتهم الحرب خارج أسوار المناطق الآمنة من الحرب، والتي تتوفر فيها مقومات الحياة.

 

وبهذه المناشدة يأمل المسؤول في المخيم أن تستجيب كافة الجهات المعنية بإغاثة النازحين سواء على المستوى المحلي أو الخارجي، في خطوة قد تجلب لهم مظهر من مظاهر الحياة البسيط التي قد تحول حياة النازحين إلى حالة من الاستقرار.

 

ويمثل اتساع الفجوة في تمويل العمليات الإغاثية في اليمن من قبل الدول المانحة، أمرًا مقلقًا لكل النازحين على امتداد الخارطة اليمنية، خاصة مع إعلان عدد من المنظمات العاملة في المجال الاغاثي والإنساني تراجع عملياتهم في المناطق التي تأثرت كثيرا بالحرب وشهدت موجات نزوح غير مسبوقة، بينها محافظة تعز التي تعد واحدة من المحافظات اليمنية التي اكتوت سكانها ونازحيها بنار الحرب للسنة الثامنة على التوالي.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI