هبطت الأسهم الآسيوية تبعاً لنظيرتها الأمريكية التي أنهت سلسلة ارتفاعات استمرت ست جلسات، وذلك بعدما أدت تصريحات مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التراجع عن رهانات الخفض الكبير لأسعار الفائدة خلال العام المقبل.

انزلقت مؤشرات الأسهم في أستراليا واليابان وهونغ كونغ. فيما تقلبت أسهم البر الرئيسي الصيني عقب انخفاضها في مستهل التداولات، وصعدت العقود الأمريكية.

وفي الولايات المتحدة، تباين أداء الدولار وعائدات سندات الخزانة، بعدما قال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إنه من السابق لأوانه بدء المسؤولين في التفكير بخفض تكاليف الاقتراض.

توقعات البنوك المركزية الكبرى

بدأ محافظو البنوك المركزية من الولايات المتحدة إلى أوروبا وكندا بالفعل في مخالفة توقعات المتداولين. 

وقال رافائيل بوستيك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، الذي سيصوت على مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال العام المقبل، في تصريحات خاصة لـ"رويترز" إنه يتوقع تطبيق تخفيضين على أسعار الفائدة الأمريكية في 2024 لكنهما لن يطبقا حتى الربع الثالث.

بشكل منفصل، أشار أوستان غولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، يوم الأحد، إلى أن هناك مبالغة في توقعات خفض أسعار الفائدة طالما أن المسؤولين لم يقتنعوا بعد بأن التضخم يتجه للانخفاض نحو المستهدف الرسمي. وأعرب تيف ماكليم، محافظ بنك كندا، عن توجهات مماثلة.

كتب بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق في "بنك أوف نيويورك ميلون كابيتال ماركتس" (BNY Mellon Capital Markets) في مذكرة: "الأسواق الأمريكية ستحتاج إلى دليل قوي على أن تغير نبرة الفيدرالي، الذي ظهر في تصريحات ويليام وبوستيك، في غير محله، وذلك في ظل انخفاض نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، ومراجعات الناتج المحلي الإجمالي الأضعف للربع الثالث، إلى جانب التراجع المعتدل في ثقة المستهلكين".

مخاوف التيسير

خلال الأسبوع المقبل سيبرز خطر تيسير الظروف المالية في مختلف أنحاء العالم، مما يؤدي إلى زيادة النمو والتضخم بوتيرة تفوق التوقعات.

أما في أوروبا، فقال يواكيم ناغل، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، يوم الجمعة، إنه من السابق لأوانه التفكير في خفض أسعار الفائدة، في حين لفت زميله ماديس مولر إلى أن الأسواق تتسرع في الرهان على تيسير السياسات النقدية في النصف الأول من العام المقبل.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن البنك لم يناقش خفض أسعار الفائدة على الإطلاق.